كثير من الأحيان تصلني أسئلة عن واجب الوجود، والسلسلة السببية، وصفة العلو، والنزول وغيرها، ويكون السؤال بالغ التنطع
فيكون واضحًا لي أن طارحه تتخبطه الوساوس من حيث يظن شيطانه الذي يوسوسه أنه سيعجز الحق ويهزه بأسئلة سفيهة متنطعة مثل هذه، ما تذكرك بشيء غير أسئلة بني اسرائيل "وهذا ليس ذمًا للأخ إنما للوسواس أراحه الله منه"
يا أخانا أنت من أمة فيها ابن تيمية وابن القيم والدارمي والإمام أحمد وابنه وابن المبارك واسحاق بن راهويه، والبخاري والسفيانين وابن قتيبة والقصاب وابن عباس! وغيرهم من هؤلاء الجبال!، أنت من أمة محمد بن عبد الله أتظن أن سؤالًا مثل هذا قد يكون إشكالًا على عقيدة التوحيد التي ما خلقت السماوات والأرض إلا لأجلها!
انتبه بارك الله فيك فأنت لست مطالب بجواب كل إشكال، فالإشكالات السوفسطائية الشيطانية لا تنتهي، والعمر قصير، والدين والعقل عزيزان، فلا تذهبهما بلمة شيطان أو وسوسة تافهة له، قل هو عليّ على خلقه بنفسه كما يليق به سبحانه، صفة لم يزل يستحقها، عاليًا على خلقه فلا يعلوه شيء ولا يسفل هو تحت شيء أو يساويه!
فهو العلي الأعلى من كل وجه، الكامل الأكمل من كل وجه، الجميل الاجمل من كل وجه، الجليل الأجل من كل وجه، الكبير الأكبر من كل وجه كماليّ متصور.
هذا الرب الذي يضطرك العقل وتصرخ بك فطرتك ويعود بصرك ليخبرك به في كل مرة تنظر فيها للسماء العريضة والأرض الوسيعة، أنه وحده المستحق للعبادة، لا ينازعه في ملكه شيء ولا يقدر أحد أن يظن في نفسه أصلًا أنه يقترب من أن يصل لكماله فضلًا عن أن يصل لشيء منه!.
وادعس على كل خاطرة شيطانة تخطر على بالك بالاستعاذة به على كل شيء، فهو سبحانه الذي اعزك بالتوحيد فلا يضر ولا ينفع شيء غيره، استغل هذا الوسواس ليكون رفعة لك عنده، ليقال عنك في ملأه أنك صبرت على التوحيد وما التفتّ للوسواس والشرك والكف~ر، وما أعطيت الشيطان أي قيمة في قلبك.
هذا علو الرحمن، فطرة ضرورية ظاهرة جلية لا تخفى على طفل صغير، ولا على قلب محتاج مفتقر في أحلك الأوقات يرفع وجهه للسماء بعين دامعة ليدعُ الرحمن ينجيه، ولا على جيوش كاملة من الصحابة كانت تنتصر بالرعب بكلمة التوحيد و تسجد لربها العلي الأعلى تحمده على النصر.
أطبقت على هذه العقيدة من قبلك الفرقة الناجية 1400 سنة ومازال كل أسد من آساد أهل الحديث يثبتها وينافح عنها، أفتكون أنت ضعيف أمام شيطان سفيه يلقي الشبهات عليها في روعك ليعكر صفو إيمانك وأنت منهم ودونك جيوش من المبتدعة تريد أن تهدم دينك؟!
فتأمل يا رعاك الله.
رسالة قديمة
#الغيث_الشامي