قلت:
نعم
ولا مانع أن يكون الجانب المحسوس لنا وهو اصطكاك السحب يحدث بسبب فعل الملك في السحب فيما غاب عن حسّنا، وكذلك صوت الرعد هو صوت الملك المزامن لاصطاكها صوته هو، بحيث يكون فعل الملك ذو أثر مزدوج وهو صدور الصوت واصكاك السحب بما يبدو لنا أن هذا سبب في هذا، ولا يمتنع أيضًا أن يكون كيفية صدور صوت الملك داخل فيها (أي الحوادث الحسوسة لنا) بكيفية لا قياس لها على شيء من المحسوسات المعهودة فيكون اصكاك السحب وخروج هذا التفريغ الكهربائي منها، ولا ندري كيف يكون هذا هو صوت الملك فهذا غيب ولكن ما نعرفه أن هذا الصوت الذي نسمعه والذي يدخل في سببه أو يزامن حدوثه اصكاك السحب وهو داخل فيه بمعنى التسبب بوجه ما أو بآخر كذلك هو صوت الملك وفعله.
ولا يلزم ان يكون إصدار الملك للصوت كهيئة إصدارنا نحن، ألسنا نحن قد نستخدم مكبّر صوت مثلا لإصدار صوتنا بشكل عالٍ ومع ذلك ينسب الصوت لنا، وكذلك نفخة اسرافيل في البوق وكذلك لا مانع أن تكون طريقة الملك في اصدار صوته بشكل عال هو ما نراه من اصطكاك السحب وما لا نراه من الاحداث الغيبية عن حواسنا الحاصلة معها بما يجعلنا نرى ما نرى.
ولست أخوض في كيفية صوت الملك إنما يقال "ما جاز عليه الاحتمال بطل به الاستدلال" فإن جاز وجود كيفيات متصورة يكون فيها الصوت منسوبا للملك في علمنا القاصر جاز ان يكون في الغيب الذي هو وراء علمنا كيفية أخرى لا نعلمها وثم بطل القول ببطلان هذا الأمر وهو كون الصوت صوت الملك بمجرد قول هذا الطبيعي الدهري أو ذاك ممن كذبوا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا والله أعلم.
#الغيث_الشامي