ما الذي لم يفهمه الأثري الزائف المتأثر بالحلولية والجهمي سابقًا من كلامي هنا؟
حقيقة نحن نعاني فعلًا من سوء طويتهم وأفهامهم ويا عجبي كيف لهؤلاء الناس أن يدعوا أنهم أمناء على كلام السلف وهم بهذه العجمة.
ما الفرق بين قولنا كلام الله مكتوب في المصحف
وبين أن نقول "الله بذاته وهو يتكلم موجود في المصحف" !
أظن الفرق واضح
يقول الإمام أحمد: " فإن كلام الله ليس ببائن منه وليس منه شيء مخلوقا وإياك ومناظرة من أخذل فيه ومن قال باللفظ وغيره ومن وقف فيه فقال لا أدري مخلوق أو ليس بمخلوق وإنما هو كلام الله فهذا صاحب بدعة مثل من قال هو مخلوق وإنما هو كلام الله ليس مخلوق
المصدر: اصول السنة للامام احمد"
ولكن لأنهم حلولية فقط طعنوا بي لأنني نقلت هذا عن البخاري والدارمي ووضحته وللأسف لم يتضح لهم بل زادهم في غيهم.
فكلام الله صفة قائمة بذاته، وأنت تكتب ما قاله من كلام فقط وهو مع ذلك بعد كتابته غير مخلوق ونقرأه وهو غير مخلوق ونكتبه وهو غير مخلوق ونحفظه ونعلمه في قلوبنا وصدورنا وهو غير مخلوق، كيفما توجه.
ولكنكم والله أنتم من لا تفهمون هذه العبارات فهم أهل السنة المستقيم الوسط بين بدعة الجهمية والحلولية.
ولست تكتب الله نفسه وهو يتكلم وتجعله في الورق
وبهذا كان السلف ينبهون أن إحراق ورق المصحف لا يضر القران ولا ينقصه إذ هو كلام الله قائم بذاته عندما قاله سبحانه وسمعه منه جبريل، وليس قد انفصل وبان عن ذاته وقام مخلوقا في المصحف او قام ذاتا او جسما غير مخلوق في المصحف! إنما كُتبت في المصحف، وكلام الله قبل كتابته في المصحف وبعد كتابته لم يزد ولم ينقص!
يقول الإمام الدارمي:
"النقض على المريسي ت الشوامي (ص: 50)
ثم احتج المعارض لترويج مذهبه هذا بأقبح قياس؛ فقال: أرأيت لو كتبت اسما في رقعة ثم احترقت الرقعة، أليس إنما تحترق الرقعة ولا تضر النار الاسم شيئا؟ فيقال لهذا التائه الذي لا يدري ما يخرج من رأسه:
((( إن الرقعة وكتابة الاسم ليس كنفس الاسم، إذا احترقت الرقعة احترق الخط وبقي اسم الله له وعلى لسان الكاتب كما لم يزل قبل أن يكت، لم تنقص النار من الاسم ولا ممن له الاسم شيئا. )))
وكذلك لو كانت أسماء المخلوقين، لم تنقص النار من أسمائهم ولا من أجسامهم شيئا. وكذلك لو كتبت «الله» بهجائه في رقعة لاحترقت الرقعة وكان الله بكماله على عرشه. وكذلك لو صور رجل في رقعة، ثم ألقيت في النار، لاحترقت الرقعة، ولم تضر الصورة (1) شيئا.
وكذلك القرآن، ((( لو احترقت المصاحف كلها لم ينقص من نفس القرآن حرف واحد, وكذلك لو احترقت القرأة كلهم، أو قتلوا، أو ماتوا، لبقي القرآن بكماله كما كان، لم ينتقص منه حرف واحد؛ لأنه منه بدأ، وإليه يعود عند فناء الخلق بكماله غير منقوص. )))
وقد كان لإمامه المريسي في أسماء الله مذهب كمذهبه في القرآن.
كان القرآن عنده مخلوقا من قول البشر، لم يتكلم الله بحرف منه في دعواه، وكذلك أسماء الله عنده من ابتداع البشر من غير أن يقول الله: {إني أنا الله رب العالمين (30)} "
أسأل الله من فوق عرشه سبحانه أن يرزقهم الفهم.
والله أدعوكم أيها الأثرية الزائفة دعوة حقيقية للفهم، فقط حاول أن تفهم ولو لمرة واحدة : )
فوالله أنكم بعنتكم هذا وعنادكم وسطحيتكم تروجون لقول الجهمية وأصلهم بأن القرآن شيء قائم بذاته بائن عن ذات الله دون أن تعلموا ووالله إننا لنعذركم بسوء فهمكم هذا وإلا ففي القلب شيء منكم!.
ووالله حري أن يحذر منكم أنتم لا من العبد الفقير!
فبحمد الله لست أقول كلامًا هو عين الحلول مثلكم، ولست أطعن بالسلف مثلكم إنما أدافع عنهم وهم أهل الحديث نجوم السماء ولو رغمت أنوفكم.
#الغيث_الشامي