هناك مذهبين في فلسفة الأخلاق: أخلاق الواجب، والأخلاق الذوقية النسبية (وهذه قد تصنف فلسفة غير معيارية أي أنها لا تقدم معيار ثابت للأخلاق إذ أي شيء يمكن أن يعتبر ثابت فيها فهو يقبل الخلاف وليس بثابت وفقًا لذات الفلسفة)
ولنعتبر أن هذه نماذج تفكير أخلاقي أي أن الشخص دون أي يدري يكون معتنق لأحد طرق التفكير الأخلاقي التي صنفها الفلاسفة تحت فئة ما وأعطوها اسمًا، والناس بفطرتها واجبية مرنة أي أنها تؤمن بوجود قواعد أخلاقية صارمة في الأحوال الطبيعية ومع ذلك تتعاطف مع شخص خالف القاعدة الأخلاقية لضرورة ما.
العجيب أن بعض المنافقين المنتسبين للإسلام:
إذا رأى مسلم ينصح يُفعّل ضده النظرة الواجبية الصارمة ويقول له: هذا الشخص لديه نظرة أخلاقية مختلفة عنك فلا يجب عليك أن تنصحه بل يجب أن تحترم خلافه
وكلامه نفسه يتضمن ما ينقض مذهبه بإمكان أن يوجب أحد شيء على أحد بل وفيه تبرير أي تصرف بنفس الحجة من ضمنها نصيحة المسلم نفسه للعاصي
فهو يبرر للعاصي بأن الأخلاق ذوقية نسبية، ويهاجم المسلم المتلزم بدينه بقاعدة أخلاقية صارمة اخترعها من رأسه
وهذا من تناقض المنافقين وشدتهم على أهل الإيمان ولينهم مع أهل العصيان والكفر.
#الغيث_الشامي