من يتأمل في وجود الجهمية والنصارى واليهود والملاحدة الجحدة الدهريين
يعلم كم هي رحمة الله واسعة
والله يكفيك التأمل بذلك كدليل حسي لاثبات صفة الرحمة والحلم لله
إن الله ليرزقهم يوميّا بنعم لا تحصى، ويدفع عنهم من أسباب المرض والزوال وموانع الخير ما قد لا يدره عقل عالم من البشر ولو أدرك فسيدرك من ذلك نزرًا يسيرًا، ثم هم يشتمون الله ويصفونه بأقبح الأوصاف، يجحدون نعمة وآلائه بعقولهم الفاسدة، ووالله لو أن الله أحالهم لعقولهم لما استطاعوا أن يتعلموا ويدركوا أسباب حركة أصابعهم وألسنتهم ولا أمعائهم التي تهضم الطعام ولا قلوبهم الفاسدة التي تدق دون تدخل وعناء منهم!
والله استغرب من المسلم الذي يهون الخلاف معهم!
وأبدأ الآن بالحديث عن الجهمية ولا تظن أن اليهود والنصارى ببعيد! إلا إن الجهمية قد أوغلوا بالكفر أكثر وكلهم فيهم رهبان!
لكن أما قرأت هذه الآيات عن حقوق الله وكلامه عن من عطل شيء من كماله!
قال الله سبحانه:
(87) وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا (88) لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا (93) لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)
وقال سبحانه وتعالى:
وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)
---
فكيف بالجهمية!
قال إمام أهل السنة الجبل البطل عبد الله ابْن الْمُبَارَكِ رَحِمَهُ اللَّهُ ورضي عنه: [ إِنَّا لَنَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْكِيَ كَلَامَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى , وَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْكِيَ كَلَامَ الْجَهْمِيَّةِ ]
وقال الإمام أبو سعيد الدارمي رحمه الله وحشرنا معه في الفردوس الأعلى نسأل الله ذلك : [ وصدق ابن المبارك إن من كلامهم ما هو أوحش من كلام اليهود والنصارى فلذلك رأى أهل المدينة أن يقتلوا ولا يستتابوا ]
وقَالَ الإمام عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ رضي الله ونور قبره : [ مَا الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى بِأَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ فِرْيَةً مِمَّنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ ]
وقال: [ مَا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَلَدًا أَكْفَرَ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَتَكَلَّمْ، وَقَالَ احْذَرُوا مِنَ الْمَرِيسِيِّ وَأَصْحَابِهِ فَإِنَّ كَلَامَهُمُ الزَّنْدَقَةُ، وَأَنَا كَلَّمْتُ أُسْتَاذَهُمْ فَلَمْ يُثْبِتْ أَنَّ فِي السَّمَاءِ إِلَهًا ]
قال إمام أهل السنة وحدهم العلم الحبر البخاري رحمه الله وهو يحكي عن أعدائه وأعداء الله الجهمية: [ نَظَرْتُ فِي كَلاَمِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ فَمَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَضَلَّ فِي كُفْرِهِمْ مِنْهُمْ ]
قال الإمام عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ رحمه الله ورضي عنه : [ مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، فَقَدِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ، وَقَالَ عَلَى اللَّهِ مَا لَمْ تَقُلْهُ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى ]
وقال: [ وَمَنْ قَالَ : هَذَا فَلَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْكُفْرِ إِلاَّ وَهُوَ دُونَهُ ، وَمَنْ قَالَ هَذَا فَقَدْ قَالَ عَلَى اللهِ مَا لَمْ تَقُلْهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَمَذهَبُهُ التَّعْطِيلُ لِلْخَالِقِ ]
وقال [ مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ شَرٌّ مِمَّنْ قَالَ : {إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} جَلَّ اللَّهُ وَتَعَالَى؛ لِأَنَّ أُولَئِكَ يُثْبِتُونَ شَيْئًا , وَهَؤُلَاءِ لَا يُثْبِتُونَ الْمَعْنَى]
وقال الإمام الدارمي رحمه الله: [ لقد سببتم الله بأقبح ما سبه اليهود ]
قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله [ الْمُعَطِّلَةُ الْجَهْمِيَّةُ: الَّذِينَ هُمْ شَرٌّ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ]
#الغيث_الشامي