[ في سؤال القدر ]
البعض يظن أن الجمع والتوفيق بين آحاد العقائد بعقائد "بينية" هذا واجب عليه، بالحقيقة أنت لست مضطر لذلك
وهذا كلام الإمام ابن قتيبة في رده على الجبرية، بحيث أنه قال لهم هذا القدر سر الله في خلقه وردت الآثار أنه لا قياس فيه على شيء من الشاهد لأن القدر أفعال الله وأفعال الله لا تقاس على أفعال خلقه.
فهمها تصورناه نعم سنفهم فكرته العامة لكن التفاصيل سيبقى فيها ما قد تحار فيه عقول كثير من الناس ولا يتصورون له مثالًا.
فالواجب عليك مثلًا أن تعتقد أن:
● [ للعبد إرادة حقيقية مؤثرة ] قد تمنعها الموانع، وسواء منعتها أو لا فقيامها في نفسك له أسباب هي نفس الأسباب التي دفعتك لإرادتها، فأنت مفتقر للأسباب حتى تريد وهذا نفسه لا يجعلك علة تامة بل يجعل فعلك مخلوق مربوب مفتقر لاجتماع الأسباب وانتفاء الموانع.
● الله سبحانه وتعالى شاء قدرًا كل أحداث العالم ورتبها حدثًا بعد حدث وحدثًا بسبب حدث بحكمة بالغة وعلم كامل كاشف وهي مخلوقاته خلق منها الشر والخير كلها لحكمة وعدل ففعله الحكمة والعدل ومفعوله الخير والشر وهم فتنة
وهذا يسمى القدر الكوني.
ولست محتاج أن تسأل أو توافق بين هذه العقائد والمسلمات بالتفكير في تفاصيل تقاطعهم وتداخلهم ولست مكلفًا بذلك.
#الغيث_الشامي