الفرق بين الشك والوسواس القهري والوسوسة الاعتيادية:

2 وقت القراءة

 

📓لنلخص الأمر:

سيكون التقسيم بحسب هذه الاعتبارات الثلاث:


● الإرادة

● الرضى

● المسؤولية


■ بالنسبة للإرادة:


الوسواس العارض: لا إرادة لك فيه، إنما قد بخطر على بالك على شكل عارض كفكرة طارئة تمامًا تشعر أنها دخيلة على وعيك ربما أوحاها لك حدث معين أو وسوسها لك شيطان، لكن تشعر أن مصدرها خارجي وليس أنك أنت من استجلبتها بإرادة متكلفة لصياغتها والتفكير بها.


• الوسواس القهري:

يكون ورودها على الذهن أمر متكرر جدا لدرجة أنه مزعج لصاحبه، قد يصيغها بارادته من باب التركيز عليها في الوعي لنقاشها والتخلص منها، ويشعر أن التفكير بها قهري بمعنى أنه لا يستطيع أن يصرف ذهنه عنها ويصاب بشيء قد نسميه "اجترار الأفكار" بمعنى أنك تستعرض الإشكالية وتناقشها وثم تعالجها وثم تستعرضها وتعالجها وتكرر نفس العملية بلا توقف حتى ترتاح مؤقتا.


• الشك الإرادي:

تستعرض الفكرة بارادتك كفكرة منطقية دون الانزعاج المبدئي منها، نعم قد تشعر أنك متردد وحائر بسببها، لكن لست منزعج من وجودها وتشعر أنك مذنب إنما تنزعج ربما من تأثير الفكرة الكبير على حياتك رغم أنك تراها منطقية جدا وهي الحقيقة وربما تنزعج لأنك تراها حقيقة مرّة، وفي حال لم تزعجك مرارتها فأنت ستتقبلها باعتبارها بالنهاية فكرتك أنت.


أي أن صاحبها يعاملها على أنها شك معتبر صاغه هو من بنات أفكاره بعكس النوعين سالفي الذكر.


وبناءً على ذلك:


بالنسبى للرضى والمسؤولية:


■ فصاحب الوسوسة العارضة: لا يرضى بمحتوى الوسوسة ويرفضه ويرفض التفكير فيه ويكتفي فقط بتجاهل الفكرة على انها فكرة واردة سخيفة تخالف ما يعلمه بدرجة معرفية أعلى وانتهى، وبذلك فهو لا يتحمل مسؤولية وجودها في ذهنه.


■ وصاحب الوسواس القهري هو أصلًا يكره الفكرة أشد الكره وهذا ما يدخله حربًا ضروسًا معها، ويحاول الدفاع عنها بشتى الوسائل، ومشكلته أنه يقدم شيء لا دليل عليه ليبطل به ما عليه الأدلة، وهو لا يفعل ذلك عن قصد إنما هذا ما يمكن أن تراه في خوفه المرضي من الفكرة، لكن هذا لشدة خوفه أن يفقد الإيمان بما يراه صحيحا فهو يرى نفسه انه يكاد يفقد عقله أصلا.

وهو يجد انه لا يشك شك حقيقي بالمعتقد الذي يهاجمه الوسواس إنما شك نفسي ويحاول ان يبحث عن الراحة النفسية.


وبذلك فلا يحمل مسؤولية ورود الخاطر الوسواسي القهري عليه.


■ أما صاحب الشك الإرادي: الذي يستسيغ الشك وربما مشكلته الوحيدة فقط أنه يشك وليس متأكدا بعد من أحد الطرفين ويرى أنه يجب إعذاره وتقبله لأنه يرى أن الشك جزء منه وقرار من قراراته.


فهذا يتحمل مسؤولية الشك وقد يحكم عليه أحكام شديدة كالتكفير بناءً عليه.


هذا والله أعلم


#الغيث_الشامي

إرسال تعليق